European Academy of Religion First Annual Conference Bologna, March 5 – 8, 2018

European Academy of Religion First Annual Conference Bologna, March 5 – 8, 2018

The First Annual Conference of the European Academy of Religion took place in Bologna, from March 5 – 8, 2018. Several panels showcased developments in qur’anic studies, such as its emergence in Late Antiquity. This panel included papers on The Qur’an and Late Antiquity: A Critical Reconsideration, (Massimo Campanini, Trento), The Topos of the “preserved tablet” (al-lauḥ al-maḥfūẓ) in Al-Ghazālī’s Psychology, (Beate Ulrike La Sala, FU Berlin) and Digital Encoding of qur’anic Manuscripts: Understanding the Preserved Artefacts, (Alba Fedeli, FSCIRE, Bologna). Professor Campanini’s paper discussed which elements made Islam a “new” religion in respect to Judaism and Christianity and the need to question the basis of our understanding of the nature of pre-qur’anic, Arabian, ‘pagan’ religion. Dr La Sala examined Al-Ghazālī’s understanding of the “preserved tablet”, (al-lauḥ al-maḥfūẓ), a key concept in Arabic-language Islamic philosophy, which relates to the question of the ‘createdness’ of the Qur’an, and the problem of time and eternity. Dr Fedeli outlined her work on early qur’anic manuscripts, including the methodology applied to understand, analyse and display the manuscript text. Dr Fedeli also presented the recent results she has obtained in developing, testing and finalizing a system which is able to encode and convert manuscripts into a format suitable for being processed by computer programmes until now used in DNA analysis. This phylogenetic analysis can be used to obtain a computer-generated stemmatic, which can point to possible networks of manuscripts. The initial results will potentially allow for the development of a more detailed history of early Qur’an fragments and a better understanding of how they relate to each other.

programme

The conference also included a panel in memoriam Sergio Noja Noseda, ten years after his death.

The panel was chaired by Noja’s former student and colleague, Alba Fedeli, who outlined his academic career, from his studies in Egypt in the 1950s, to becoming professor of Islamic law at the University of Turin, in 1967, and later at the Catholic University of Milan. Giovanni Galbiati, keeper of the Ambrosiana Library from 1924 to 1951, and under whom Noja studied Arabic at the Istituto Italiano per il Medio ed Estremo Oriente (ISMEO), in Milan, from 1951 to 1954, was instrumental in awakening Noja’s interests in manuscript studies, but his research interests also included Hebrew culture, Samaritan Studies, Islamic law, politics and history. In later life, Noja dedicated his time to examining the origins of the Arabic script.

Noja was the driving force behind the the Sana’a palimpsest digitization project from 2002, which has enabled scholars such as Benham Sadeghi, Mohsen Goudarzi and Asma Hilali to work on the text of the palimpsest. Dr Hilali presented her recent analysis of the palimpsest to the panel, in which she concluded that the unfinished nature of the palimpsest leaves point to it having been produced in a learning environment.

The European Academy of Religion (EuARe) was established in 2016 with support from the European parliament. The next annual conference will be held in Bologna in March 2019.

© International Qur’anic Studies Association, 2018. All rights reserved.

مخطوطات القرآن والفيلولوجيا الرقمية: حوار مع الدكتورة البا فيديلي

مخطوطات القرآن والفيلولوجيا الرقمية

حوار مع الدكتورة البا فيديلي

حوار وتحرير: أحمد وسام شاكر

:مدخل

في 22 يوليو 2015، أعلنت جامعة برمنجهام على موقعها الرسمي عن نتائج إجراء الفحص الكربوني المشع لواحدة من المخطوطات القرآنية القديمة التي تحتفظ بها مكتبة الجامعة في قسم الشرق الأوسط،وقد حقق هذا الخبر – الذي بثته البي بي سي أولاً –  انتشاراً إعلامياً واسعاً في الصحافة ووسائل التواصل الإجتماعي، وتفاعل معه الكثير من القراء والأكاديميين، وما زال صداه يُسمَع من حين إلى آخر.وعن ردود الأفعال من جانب الجامعة، علقت سوزان واريل مديرة المجموعات الخاصة بأن «الباحثين لم يكن يخطر ببالهم أبداً أن المخطوطة قديمة إلى هذا الحد» ([1]) وأضافت «امتلاك الجامعة صفحات من المصحف قد تكون هي الأقدم في العالم كله أمر في غاية الإثارة»، كما أشار أستاذ المسيحية والإسلام ديفيد توماس إلى أن ناسِخ المخطوطة «ربما عرف النبي محمد، وربما رآه واستمع إلى حديثه، وربما كان مقرباً منه، وهذا ما يستحضره هذا المخطوط»([2])وكان التحليل الكربوني قد خَلُصَ إلى أن المخطوطة القرآنية تشكلت في الفترة ما بين عامي 568م و645م بنسبة دقة تبلغ 95.4%([3]).ومن نافلة القول الإشارة إلى أن التأريخ بالكربون المشع يقيس عُمْر الوسيط (أي الجلد) لا عُمْر الكتابة ذاتها (أي الحبر)؛ فمن المحتمل نظرياً أن يكون ذبح الحيوان قد تم في الفترة المذكورة لكن الكتابة على جلده جاءت في وقت لاحق. ومع ذلك، فتحليل الكربون المشع المذكور آنفاً يتقاطع مع تحليلات نصية أخرى، ومن ثَمَّ يُمكن اعتبار هذه المخطوطة من جُمْلة المخطوطات القرآنية المنسوخة في القرن الأول الهجري.  

– 1 –

تُعرف المخطوطة القرآنية إعلامياً بـ «مصحف برمنجهام» (Birmingham Qur’an) أو برقم: (Islamic Arabic 1572a)، وهي عبارة عن ورقتي رَّقّ تتضمن آياتٍ من سور الكهف ومريم وطه، مكتوبة بالخط الحجازي. لقد ظلت هاتان الورقتان لفترة طويلة مدمجتين خطأً مع مخطوطة قرآنية أخرى، ويعود الفضل للباحثة المشاركة بقسم المنح النصية والتحرير الإلكتروني بالجامعة «البا فيديلي» (Alba Fedeli) التي أدركت أهميتها العلمية ورشحتها لاختبار الكربون المشع. إلى جانب ذلك، تمكنت فيديلي من اقتفاء آثار (16) ورقة أخرى محفوظة اليوم في المكتبة الوطنية الفرنسية اتضح أنها تتطابق كوديكولوجياً مع ورقتي برمنجهام؛ أي أن الإثنين يشكلان مصحفاً واحداً تناثرت أوراقه عبر الزمن. يعود هذا المصحف الذي تفرَّقَت أوراقه بين باريس وبرمنجهام، وأماكن أخرى لا تزال مجهولة، إلى جامع عمرو بن العاص في الفسطاط بمصر القديمة.

– 2 –

تخرجت البا فيديلي من الجامعة الكاثوليكية بميلانو عام 2000 على يد المستعرب سرجو نويا نوزاده (2008-1931)، ثم ما لبِثَت أن دَرَّست لفترة في الجامعة الحكومية، قبل أن تنتقل إلى جامعة برمنجهام عام 2011. في برمنجهام، اشتغلت فيديلي على دراسة المخطوطات القرآنية المحفوظة في مكتبة كادبوري للبحوث ضمن مجموعة المستشرق الكلداني ألفونس منجانا (1878-1937). ويُذكر أن مجموعة منجانا تحتوي على أكثر من 3000 آلاف مخطوطة شرقية مكتوبة بأكثر من 20 لغة؛ من بينها مقتطفات قرآنية مبكرة، بعضها نادر جداً كالبردية (IX.16) التي تعود للقرن الثاني الهجري. وبعد أربع سنوات من العمل، حصلت فيديلي صيف عام 2015 على درجة الدكتوراه من قسم اللاهوت والدين بالجامعة عن أطروحتها: «المخطوطات القرآنية، ونصّها، وأوراق ألفونس منجانا في قسم المجموعات الخاصّة التابع لجامعة برمنجهام»)[4](؛ والتي لقيت على إثرها ترحيباً في موطنها الأم إيطاليا حيث اختارتها صحيفة (كوريري ديلا سيرا) كواحدة من بين 43 امرأة محبوبة على مستوى العالم لسنة 2015م([5]).

وفي الوقت الراهن، تستأنف فيديلي بحوثها لمرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز الدراسات الدينية بجامعة أوربا الوسطى حيث بدأت مشروعاً جديداً يُركِّز على دراسة المخطوطات القرآنية المبكرة وفهم العلاقة المشتركة بين نصوصها عبر استخدام برمجيات شجرة التطور (Phylogenetic software) ([6]).

– 3 –

إن لدراسة المخطوطات القرآنية القديمة تاريخاً طويلاً في الأكاديمية الغربية يمتد لأكثر من مئتي عام، حيث ظهر هذا الاهتمام البحثي – كما يذكر فرانسوا ديروش – في آواخر القرن الثامن عشر على يد المستشرق واللاهوتي الدنماركي جاكب جورج كريستيان أدلر (1834-1756) الذي كان مهتماً بالكتابات الكوفية ودَرَسَ عدداً من المخطوطات القرآنية المحفوظة في المكتبة الملكية بكوبنهاجن([7]). وإذا تتبعنا إصدارات المخطوطات القرآنية خلال تلك الحقبة؛ لوجدنا أنها لا تخرج عن صنفين: الدبلوماتيك والفاكسميليا. كذلك، وجِدَت مبادرة في النصف الأول من القرن العشرين لإخراج نسخة نقدية لنص القرآن اعتماداً على أفضل وأقدم المخطوطات المتوفرة لكنها باءت بالفشل بسبب الحرب العالمية وتبعاتها، وغيرها من الأسباب التي يطول شرحها في هذا المقام.

أما في القرن الواحد والعشرين، فقد اختارت فيديلي مقاربة جديدة؛ غير مسبوقة، ترتكز على استثمار أدوات العلوم الإنسانية الرقمية لتحليل نصوص المخطوطات القرآنية، والتعليق عليها، ونشرها إلكترونياً على الويب.

في الحوار – التالي – الذي أجريناه مع الدكتورة فيديلي، حاولنا تسليط الضوء على عدة جوانب، منها: حياتها العلمية؛ طبيعة بحوثها ومشاريعها وكيف أسهمت «الفيلولوجيا الرقمية» في صياغة رؤيتها المستقبلية لدراسات المخطوطات القرآنية المبكرة؛ وغير ذلك من القضايا التقنية التي تهم دارسي المخطوطات القرآنية. ولأجل المصطلحات الكوديكولوجية الواردة في الحوار، وضعنا ملحقاً خاصاً بها في آخر اللقاء لكي يتسنى للقارئ الرجوع إليها.  

في الختام، يُنصَح القارئ الذي يريد مزيد توسع، بقراءة دراسات البا فيديلي المبثوثة في أعداد المجلة الدولية للمخطوطات الشرقية «Manuscripta Orientalia»؛ وكذلك أطروحتها للدكتوراه عن مجموعة منجانا التي ستتاح إلكترونياً في مايو 2017.

نص الحوار:

أحمد شاكر (شاكر): كيف بدأ اهتمامك بالمخطوطات القرآنية؟

البا فيديلي (فيديلي): لطالما كنت مأسورة بالمخطوطات على اختلاف تقاليدها الكتابية. عندما كنت طفلة صغيرة، كانت المخطوطات هي تلك الأشياء المدهشة التي تحوي في طياتها قصصاً مثيرة جداً، وبعد ذلك رأيت أنها كأشياء مادية مكنتني أيضاً من الوصول المباشر إلى أعمال وحكايات مشوقة عبر تفحص طبقاتها المختلفة. وبعد إنهائي دراسة الكلاسيكيات، واصلتُ – مفتونة باللغات والخطوط –دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية ولغات أخرى كالعربية. عبر طريقي، قابلت سرجو نويا نوزاده (1931-2008) الذي أوحى إلي دراسة المخطوطات القرآنية المبكرة. كان الأمر مزيجاً بين العاطفة الشخصية وحُسن الحظ في لقاء معلم جيد.

شاكر: باعتبارك زميلة باحثة في معهد المنح النصية والتحرير الإلكتروني التابع لجامعة برمنجهام، هل يمكنك أن تحديثنا أكثر عن مشروعك حول النسخة الإلكترونية للمخطوطات القرآنية في مجموعة منجانا؟

فيديلي: حين اكتشفت شطراً من ورقة برمنجهام (Mingana Chr. Arab. Add. 150) والتي كانت تنتمي فيما مضى إلى «طِرس كامبريدج القرآني-Or. 1287» (ويُعرف أيضاً بطِرس منجانا-لويس)، قمت بالتواصل مع ديفيد باركر وأعضاء فريق معهد المنح النصية والتحرير الإلكتروني بجامعة برمنجهام؛ وهم رواد في دراسات المخطوطات والفيلولوجيا الرقمية. لقد قدموا للعلماء منهجاً حديثاً لدراسة وتحرير المخطوطات مما ألهمنا أفكاراً بحثية جديدة. كنت أرغب بدراسة منهج الفيلولوجيا الرقمية فإذا بعَالَمٍ جديد يفتح لي أبوابه. من هنا، قدمت مقترحاً لدراسة المخطوطات القرآنية في مجموعة منجانا وتطبيق منهج الفيلولوجيا الرقمية عليها. رحب معهد المنح النصية والتحرير الإلكتروني بالمقترح ووفر لي الدعم البحثي اللازم، وقد أشعرني ذلك بأنني أعتمدت أكاديمياً بالفعل بعد وفاة نويا نوزاده. قمت خلال مشروع برمنجهام (2011-2015) بدراسة المخطوطات القرآنية المبكرة في مجموعة منجانا، ومن بينها ما أسميه «مصحف البي بي سي» (BBC Qur’an)، حيث دَرَّبت نفسي جيداً على ترميز نصوص المخطوطات بواسطة الفيلولولجيا الرقمية.  

تتوفر حصيلة جزئية من نتائج أعمالي في مستودع موقع جامعة برمنجهام و مكتبة جامعة كامبريدج الرقمية. بإمكاني أن أشرح لك، وأزعجك، بكافة تفاصيل نظام الترميز الذي قمت ببناءه كي أتمكن من استيعاب نصوص المخطوطات، وعرضها، وجعلها قابلة للبحث، لكن الطريقة الأسهل هي أن أدعوك لتصفح النسخة الإلكترونية من طِرس منجانا-لويس أو تتبع تحركات صورة الطِرس أثناء عملية إعادة بناءه.

شاكر: ما أهمية الفيلولوجيا الرقمية وكيف أثَّرَت على بحوثك؟

فيديلي: تُعَد الفيلولوجيا والأدوات/المناهج الرقمية ثورةً في مجال العلوم الإنسانية، وقد أحدثت ثورة في بحوثي كذلك؛ مغيرة نظرتي كلياً نحو المخطوطات القرآنية. لقد أسهم الإجتماع المنعقد في معهد المنح النصية والتحرير الإلكتروني واقتراح استخدام منهج الفيلولوجيا الرقمية، أسهم بتشكيل رؤيتي المستقبلية بخصوص تحرير المخطوطات القرآنية بهدف إنتاج أرشيف ثري يعرض جميع الشواهد المخطوطية، ويفسر عملية إنتاج نصوص المخطوطات والسياق الذي كُتِبَت فيه. كان هذا المنهج مختلفاً عن الأمثلة السابقة لإصدارات المخطوطات القرآنية المبكرة، ومختلفاً كذلك عن عملي السابق مع البروفيسور الراحل نويا نوزاده. إن الثراء الكلي لتقاليد المخطوطات يستبدل الفكرة التقليدية لإخراج نسخة نقدية للنص القرآني (أي بالمعنى الأوربي لاسترجاع النسخة الأم)، حيث يقوم التحرير الرقمي ببناء قاعدة بيانات معلوماتية حول نصوص المخطوطات وفق نظام لاخطي مماثل للبعد الإلكتروني؛ لا يعتمد على أسطر النص المطبوع؛ لكي ينتج نصاً قابلاً للبحث من الداخل ومنجماً من المعلومات، وفقاً لنظام الترميز والمرمِز. هذا هو سبب قيامي بترميز نص طِرس منجانا-لويس وإدخال ملاحظات تحريرية، مُلحَقَةً – على سبيل المثال– بوسم «مورفولوجيا». هذا يعني أن الكلمات المنسوخة في الإصدار الرقمي يرافقها نافذة منبثقة تُظهِر للمستخدم أن سبب اختلاف الكلمة هاهنا مرتبط – على سبيل المثال – بغياب علامات الإعراب (بقدر ما نعرفه من قواعد اللغة العربية المبكرة). يستطيع المستخدم أن يقرأ عن ظاهرة «غياب الحالات» في حين أن فئة «مورفولوجيا» غير مرئية بالنسبة له، لكنها تبني قاعدة بيانات معلوماتية من الداخل؛ في هذه الحالة من الناحية اللغوية.

أدرب نفسي حالياً على ترميز نصوص المخطوطات بهدف إنتاج قاعدة بيانات مستخلصة من النَسْخ النصي، بشكل يتوافق مع برمجيات شجرة التطور؛ وهو عمل في طور التنفيذ ضمن بحوثي الجارية لمرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز الدراسات الدينية بجامعة أوربا الوسطى في بودابست. إنني أسعى لتحويل الثراء الكلي للمخطوطات إلى سلسلة من الحروف أو الرموز كما هو الحال بالنسبة لتحليل تسلسل الحمض النووي (DNA). يكمن النهج المبتكر لدراسة المخطوطات القرآنية في استخدام برامج الحاسوب التي تم تطويرها لصالح علم الأحياء التطوري، فقد تم اكتشاف أن تاريخ العلاقات بين المخطوطات مماثل للتاريخ التطوري للكائنات الحية. يجب أن تكون هناك صلات مشتركة بين المخطوطات، ولا ينبغي أن تُقدَّم كعناصر منفصلة، كما رأينا في حالة «مصحف برمنجهام» أو «مصحف البي بي سي».

شاكر: في الأشهر الماضية، تناقلت الصحف مئات المقالات عن «مصحف برمنجهام» الذي أعاده الفحص الكربوني المشع إلى الفترة 568-645م بنسبة دقة تصل إلى 95.4% وقد ارتبط هذا الكشف باسمك. ما تقييمك العام لردود الأفعال على الخبر من فئات كبيرة كالمؤمنين، غير المتخصصين، والأكاديميين، على حد سواء؟

فيديلي: لقد حاولت فهم هذه الظاهرة من منظور تاريخي عبر مقارنتها بحالات سابقة مماثلة، وإن اختلفت طرق ترويجها ومستوى الانتشار الذي حققته في الإعلام (أي الصحف المطبوعة والإتصالات الإلكترونية ما قبل الويب 2.0). لقد كان للبعد الإعلامي للصحيفة المطبوعة دوراً بارزاً في استقبال خبر إصدار منجانا ولويس لطِرس كامبريدج وعنوانه الفرعي المثير للجدل عن قائمة الاختلافات التي يُرجَح أنها تسبق الجمع العثماني: «أوراق من ثلاثة مصاحف قديمة» (1914). في حين أثَّرَت بيئة ما قبل الويب 2.0 في استقبال خبر طِرس صنعاء المشار إليه في مقالة توبي لستر: «ما القرآن؟» (1999). أما في بيئة الويب 2.0، فالمثال الأقرب للمقارنة هو الإعلان عن المخطوطة القرآنية في جامعة توبنغن في نوفمبر عام 2014. في المثال الأخير، تردد صدى ذلك الخبر على مستوى الويب بأكلمه. مع ذلك، فهذا الانتشار الواسع لا يُقارن بخبر الإعلان عن «مصحف برمنجهام» الذي بلغ عدد قراءه الـ 450 مليون قارئ.

يشير تحليلي لردود الأفعال – والذي يشمل بطبيعة الحال موقفي من القصة برمتها – إلى الدور الفاعل الذي يؤديه الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي. لقد منحني تحليلي الشخصي لأصداء خبر «مصحف برمنجهام» أفضلية في تحديد مواطن الالتباس والتضليل في سلسلة الأخبار الصحفية. ما زلت أحلل ما حدث والأسباب وراء تفجر الفضول حول نتائج تحليل الكربون المشع. الواقع أن استخدام موقع البي بي سي لاسم التفضيل «أقدم» في العنوان الرئيسي للمقال، لعب دوراً مهماً في إثارة الانتباه من مختلف أنحاء العالم، ومن كافة الأصعدة؛ نحو مخطوطة شبيهة بمخطوطات قرآنية معروفة؛ بعضها منشور مسبقاً. 

شاكر: في عام 1998 و2001، نشر فرانسوا ديروش والبروفيسور الراحل سرجو نويا نوزاده نسخاً طبق الأصل لمصحفين قديمين، الأول محفوظ في باريس (Arabe 328a، 56 ورقة) والثاني في لندن (Or.2165، 61 ورقة). ماذا كان دورك في هذا المشروع؟ وهل تعملين حالياً على نشر مقتطفات قرآنية معينة كنسخة طبق الأصل؟

فيديلي: حين بدأت العمل مع نويا نوزاده كان مجلد مخطوطة باريس قد شارف على الانتهاء ويُجَهَّز للطبع، وقد حضرت آنذاك حفل تدشين الكتاب في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. بعدها، ساعدت نويا في مراجعة النسخ النصي لمخطوطة لندن (وبعد ذلك فقط أدركت أنه اختار هذه الطريقة ليطلعني بها على دراسات المخطوطات القرآنية ويعلمني شيئاً من خلال التجربة المباشرة). لاحقاً، عملت على إعداد نُسَخ فاكسميلية لمخطوطات قرآنية لم يسبق نشرها من قبل، وهي عبارة عن مقتطفات متناثرة في عدة مؤسسات حول العالم كفينا، وبرلين، والفاتيكان، ولندن، والقاهرة. كما قمت، جزئياً، بنسخ نصوص أوراق المجلد الثاني من مخطوطة لندن. وفي الفترة الأخيرة التي سبقت وفاة نويا، كنت أعمل على طِرس صنعاء ونَسْخ نصه؛ وقد قامت مكتبة كامبريدج الرقمية مؤخراً برفع أعمالي حول طِرس منجانا-لويس.

أركز حالياً على دراسة أجزاء محددة من النص القرآني في مخطوطات متنوعة لفهم تاريخ الانتقال الكتابي للنص بواسطة برمجيات شجرة التطور. لقد صار بإمكاني اليوم رؤية أول شجرة تطورية من صُنعي. تأبى الفيلولوجيا الرقمية إلا أن تسير بي نحو رقمنة المخطوطات وعرضها على الويب، لكني ما زلت أرغب باستكمال العمل الذي بدأته مع مُعلِّمي الراحل نويا نوزاده في النشر التقليدي لنصوص المخطوطات وصورها الفاكسميلية. قد تكون مخطوطة مكتبة جامعة توبنغن (Ma VI 165) هي أولى أعمالي القادمة في هذا السياق، لكن من يدري فربما أعثر على مخطوطة أكثر أهمية من توبنغن وأنشرها، رغم أن العلوم الإنسانية الرقمية تناديني بإتجاهٍ آخر تماماً.

شاكر: لقد زرتي أيضاً دار المخطوطات في اليمن وأتيحت لكِ فرصة الإطلاع على المخطوطات القرآنية المحفوظة في الجامع الكبير بصنعاء، وهو المكان الذي عُثِرَ فيه على آلاف الرقوق القرآنية في سبعينيات القرن الماضي. ما هي أخر تحديثات الرحلة اليمنية لدراسة ورقمنة هذه المخطوطات؟

فيديلي: إنك على الأغلب تشير إلى البعثة التي انطلقت في أكتوبر عام 2007 والتي قمنا خلالها برقمنة طِرس صنعاء ومخطوطتين أُخرتين. لسوء الحظ، توفي نويا نوزاده في حادث سيارة بعد بضعة أشهر فقط وانتقل المشروع والصور إلى الفريق الفرنسي ومن ثم إلى فريق برلين. يستكمل علماء الفريق الألماني-الفرنسي العمل على هذا المشروع – لبضع سنوات الآن – منذ وفاة نويا عام 2008.

أما إذا كنت تقصد المخطوطات الجديدة التي اكتشفت في الجامع الكبير عام 2007، فقد شاركت في أول دراسة مسحية لها عام 2008. لاحقاً، حالت الأوضاع السياسية في اليمن دون تمكين الفريق الإيطالي من استكمال العمل على المشروع، لكني ما زلت آمل أن تتاح لي الفرصة لدراسة وفهرسة هذه المخطوطات المدهشة. التحلي بالصبر أمرٌ ضروري عند التعامل مع المخطوطات.

شاكر: كُتِبَت كلمة «طوى» (طه: 12) في عدد من المخطوطات القرآنية على شكل «طاوى» وهو مايتفق مع بعض القراءات الشاذة كما ذكرتِ أنتِ في أكثر من مناسبة. لكن أليس من الممكن أيضاً أن تكون هذه ظاهرة كتابية تتعلق بزيادة الألف؛ أي أن الألف تكتب فعلاً لكنها لا تنطق في واقع الأمر؟

فيديلي: حتى لو فسرتَ «طاوى» باعتبارها قراءة مخالفة لقواعد الهجاء فهي لا تزال منقولة ضمن القراءات الشاذة. على أي حال، فإن هجاء كلمة «طوى» لا يوافق هيكل «طاوى». حقيقة أن «طاوى» مكتوبة بهذا الشكل في بعض المخطوطات هو أكثر أهمية من نوع ومعنى القراءة. إن قيمة ذلك يكمن في احتمالية وجود صلة مشتركة بين المخطوطات التي تثبت نفس القراءة. قراءة «طاوى» وغيرها من القراءات المتكررة في المخطوطات – بمعزل عن كونها متواترة أو شاذة – هي التي دفعتني لإعداد مشروعي عن التحليل التطوري للمخطوطات القرآنية.

شاكر: هذا ينقلنا إلى مسألة أخرى حول العلاقة بين الشفوي والكتابي في نقل النص. هل كان النساخ الأوائل يستعينون بذاكرتهم – على الأقل جزئياً – في كتابة نص القرآن على الرقوق أم أنهم كانوا ينقلون بشكل أساسي من أصول خطية؟

فيديلي: لا أملك إجابة مطلقة على سؤال هل كان النسَّاخ، ككيان متجانس فريد في نوعه وسلوكه، يملون النص من حفظهم أو من نُسَخ خطية مكتوبة. هناك مخطوطات تشير بوضوح إلى أن النُسَّاخ كانوا يعتمدون في نسخها على أصول خطية، وهناك حالات أخرى يمكنك فيها افتراض أن النُسَّاخ كانوا يملون من حفظهم. في الواقع، فإن نوعية الأخطاء النسخية التي يرتكبها النُسَّاخ تعكس إما عملية نقل بصرية من أصل مخطوط أو عملية ذهنية لناسخ يحاول استذكار النص. بالتالي، ليست لدي إجابة عامة ولكن مجموعة ملاحظات محددة من المخطوطات التي تمكَّنت من الإطلاع عليها ودراستها حتى الآن. ومن الأمثلة على ذلك «مصحف البي بي سي»، حيث تشير نوعية الأخطاء النسخية فيه إلى أنه منسوخ من أصل مخطوط.

يجب أن تُدرَس كل مخطوطة وفقاً لحالتها الخاصة؛ أنا أقارب النص من خلال انتقاله الكتابي وليس من خلال روايات التقليد الإسلامي، فبإمكاننا تفسير الثقافة الدينية وفقاً لما تنتجه من نصوص مقدسة بدلاً من تفسير النصوص المقدسة وفق الثقافة.

شاكر: نرصد في المصاحف المبكرة ظاهرة القراءات «المزدوجة» أي ظهور قراءات متواترة وشاذة في المخطوطة الواحدة. ما تعقيبك على هذه القضية؟

فيديلي: هذا هو المشروع الذي بدأته مؤخراً في جامعة أوربا الوسطى ببودابست (المجر) حيث أقوم، بمساعدة أحد فنيي تكنولوجيا المعلومات، بتجميع وتحليل عدد من المخطوطات القرآنية لكي يتسنى لنا معرفة العلاقة المشتركة بينها من خلال استخدام برمجيات شجرة التطور. وبعد إكمال تحليل المخطوطات المُجَمّعَة اعتماداً على الأدلة النصية الداخلية فقط، سأقوم بمقارنة نصوص المخطوطات مع ما تذكره كتب القراءات. بحسب ما أمكنني الإطلاع عليه حتى الآن، فنصوص المخطوطات المُجَمّعَة لا تتفق كلياً مع تقاليد القراءات، إذ تتقاطع الأدلة المباشرة (المخطوطات) مع الأدلة غير المباشرة (القراءات) في بعض المواضع فقط.

شاكر: نستخدم عادة مصطلح «حجازي» أو «مائل» لوصف الشكل المبكر للكتابة العربية، فما هي أصول هذا المصطلح؟ وما هي أبرز خصائصه؟

فيديلي: «حجازي» هو مصطلح صاغه العالِم الإيطالي ميكيلي أماري (1806-1889)؛ وعلى أساسهكرَّس نويا نوزاده وديروش مشروعهما لنشر النُسَخ الفاكسميلية للمخطوطات القرآنية (مشروع أماري). قام أماري بدراسة وفهرسة المخطوطات القرآنية المبكرة في المكتبة الوطنية الفرنسية وعين خطوطها استناداً إلى وصف النديم في كتاب الفهرست للخطوط العربية المبكرة من مكة والمدينة. تكمن السمة الأساسية لهذه الخطوط في مظهرها العام الذي يتميز بشكل رأسي مستطيل مائل نحو اليمين، وبصفة خاصة، الشكل المميز للألف المائلة عند قاعدتها. وهكذا، يشير مصطلح حجازي (أي الخط المكي أو المدني) إلى المكان المحتمل الذي نشأ فيه الخط مع أننا نجهل الأصل الجغرافي لجميع المقتطفات القرآنية التي نطلق عليها تسمية المخطوطات الحجازية. مع ذلك، فهو تعريف سهل وفعّال للإشارة إلى هذه المقتطفات.

أما مصطلح «مائل» فهو من صياغة العالِم النمساوي جوزيف فون كاراباشيك (1845-1918) ويشير إلى المظهر العام للخط، مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم وجود اتفاق بين العلماء حول تعريف واستعمالات هذا المصطلح. 

شاكر: هناك خلاف بين العلماء حول تأريخ المصاحف التي لا تحتوي على قيد الختام. ما هو تقييمك لهذا الخلاف؟ وما هو موقفك؟

فيديلي: لا ينبغي فصل نتائج التأريخ بالكربون المشع عن التسلسل الزمني النسبي (الكرونولوجي) الذي ينشأ من خلال تحليلات أخرى كالباليوغرافيا، التحليلات النصية واللغوية، والمقارنات مع الشواهد المعاصرة المتاحة. لقد كُتِبَت كل مخطوطة – علينا أن نضع في الاعتبار دائماً أن المخطوطات المبكرة ليست سوى مقتطفات لا أكثر – في لحظة دقيقة وفريدة من التاريخ ومن ثَمَّ ينبغي أن تتلاقى جميع الطرق الممكنة معاً لإعطاء تسلسل زمني مطلق أو نسبي للمخطوطة. يتوجب على العلماء عدم الاكتفاء بمنهجية واحدة للتأريخ (مثل نتائج الكربون المشع) من دون معرفة المظاهر الأخرى للمقتطفات. فضلاً عن ذلك، وبالنظر إلى أن هذه المخطوطات ليست سوى مقتطفات، فينبغي دراستها معاً كمكون واحد بجانب المكونات الموازية من القطع الأثرية المعاصرة.

أما عن موقفي، فأنا حذرة في عدم استخدام نتيجة تحليل الكربون المشع لوحده دون غيره من التحليلات ودون فحص المخطوطة ذاتها من الناحية النصية والكوديكولوجية.  

ملحق: توضيح المصطلحات الكوديكولجية الواردة في الحوار([8]):

 طِرس (Palimpsest): رقّ أخفِي نصّه الأصلي بالحكّ أو بالغسل أو بغير ذلك لنسخ نصّ جديد.

 طبق الأصل / فاكسميليا (Facsimile): نسخة مطابقة للأصل وتامّة لوثيقة أو مخطوطة، مصوّرة ومطبوعة بالقياس الحقيقي.

 نسخة نقدية (Critical edition): طبعة نصّ مبني على المقابلة بين مختلف حالات ذلك النصّ في مخطوطات مختلفة ينتج عنه إبراز تلك الفروق.

 النسخة الأم (Archetype): نسخة معروفة أو مفترضة قد تكون الأصل لكلّ النسخ الباقية من نصّ ما.

 مقتطف (Fragment): مقطع من نصّ ما اقتُطع عمدًا من مجموعة أوسع.

 قيد الختام (Colophon): عبارة ختاميّة يُشار بها الى تأريخ ومكان النسخ وإلى اسم الناسخ.

([1]) شون كوغلان، العثور على صفحات من إحدى “أقدم” نسخ المصحف في جامعة برمنغهام، بي بي سي، 22 يوليو 2015.

([2]) السابق.،

([3]) “Birmingham Qur’an Manuscript Dated Among the Oldest in The World”. 2016.University of Birmingham.

http://www.birmingham.ac.uk/news/latest/2015/07/quran-manuscript-22-07-15.aspx.

([4]) “Early Qur’ānic Manuscripts, Their Text, And The Alphonse Mingana Papers Held In The Department Of Special Collections Of The University Of Birmingham “. 2016. Etheses Repositoryhttp://etheses.bham.ac.uk/5864/.

([5]) “Le Donne Che Ci Sono Piaciute Nel 2015”. 2016. Corriere Della Sera. http://27esimaora.corriere.it/articolo/le-donne-che-ci-sono-piaciute-nel-2015/.

([6]) “Alba Fedeli Awarded CEU Postdoctoral Religious Studies Research Fellowship”. 2016. Central European Universityhttp://www.ceu.edu/article/2015-09-22/alba-fedeli-awarded-ceu-postdoctoral-religious-studies-research-fellowship.

([7]) Déroche, François. 2014. Qur’ans Of The Umayyads. Leiden: Brill. P. 1.

([8]) التعريفات المذكورة مُستقاة من «المعجم الكوديكولوجي» على الإنترنت http://codicologia.irht.cnrs.fr)).

Originally published on the website of the Namaa Center for Research and Studies, republished with the kind permission of Ahmed Shaker.

How do you distinguish fā’ from qāf in early Qur’ān manuscripts?

By Keith Small

IQSA is providing a significant platform for the exploration of paleographic and orthographic features in early Qur’ān manuscripts. Recent blogs by Alba Fedeli and Daniel Brubaker have provided windows into some of the cutting edge research in Qur’ān manuscript studies. At the recent joint SBL/IQSA track at the SBL International meeting in St. Andrews, Scotland we had a fascinating lecture by Prof. Alain George on the Mingana Palimpsest at Cambridge. I’d like to give my own brief contribution with this blog using a recent discovery made while engaged in some routine library work.

Recently, while down in the bowels of the Bodleian, avoiding Oxford’s recent heatwave and working on the catalogue of the Qur’ān manuscripts for Oxford University, curator Alasdair Watson and I observed the following spelling of the word Qur’ān in Surah Tā Hā, 20:2, in Bodleian Ms. Arab.e.179, f. 65r, l. 7:

Used with permission of the Bodleian Library, Oxford University

Used with permission of the Bodleian Library, Oxford University

There is a well known convention that in Maghribi Qur’ān manuscripts and in modern printed Warsh Qur’ans where qāf is designated with one dot above the letter, but where can one find examples of one dot below?

Frederick Leemhuis observes that in the first Islamic century this was a convention used in a few manuscripts from the Hijaz and Yemen and even in the Dome of the Rock Inscriptions.[1] Leemhuis noted four manuscripts in which he had observed this rare system: Saray, Medina 1a, in Istanbul; 01-29.2 in Ṣanʽā’; E-20 in St. Petersburg, and Cod. Mixt. 917 in Vienna. I also observed this system in the manuscript from Ṣanʽā’, 01-29.1.[2] Now, here it is appearing in manuscript in the Bodleian collection, and quite an unexpected place to find it at that.

Bodleian Ms.Arab.e.179 is an early paper Qur’ān, probably early 10th century, written in a large Eastern Kufic hand, or by its technical name, Déroche’s New Style script, most similar to his NS III classification, and similar in appearance to the 10th century parchment page, KFQ 40, pictured in his The Abbasid Tradition.[3] As a paper Qur’ān, it is a significant find in itself predating most early paper Qur’ans by a century and written in a large older Kufic hand that is a transitional script style into the New Style. Leemhuis states that to his knowledge, the rare system for dotting the qāf below the line was isolated to the Arabian Peninsula. Because of its script style, and because of the use of paper, this manuscript was probably produced much farther north and east in a more Persian sphere of influence. The manuscripts Leemhuis refers to are Hijazi and Kufi manuscripts, all written before the late 8th century CE (01-29.1 is also very early Hijazi). So here we have a bit of a mystery. How did an early orthographic convention which had apparently gone out of use reappear at least a century later and 1000 miles away? Then there is the related question, how and when did the two systems in use in Qur’āns today come to be the accepted conventions for their regions? Also, this one issue of distinguishing fā’s and qāfs is only one of many orthographic decisions that were made in Islam’s first few centuries as Arabic orthography was improved to make it a vehicle able to contain and transmit precise vocalization systems of the Qur’ān. How exactly did these larger orthographic and vocalization systems come to be invented, improved, adopted, transmitted, and ‘canonized’? In 1998, Russian Qur’ān scholar Efim Rezvan observed, [4]

Thus, it is today evident that the real history of the fixation of the Qur’ānic text attested in the early manuscripts differs in extremely serious fashion from the history preserved in the Muslim tradition. Only an analysis of manuscripts will allow us to reconstruct the true history of the canon’s establishment.

In one way, this feature Alasdair and I stumbled upon raises more questions than it answers. In another, it points to the validity of the endeavour of these careful studies on the manuscript tradition. These kinds of features show that scribes worked according to careful rules of orthography and notation, rules and conventions that would extend past barriers of time and geography, conventions that can be traced and examined in retrospect. By examining such details from the manuscripts, we can build up a better and more precise narrative of the textual development of the Qur’an.

When we meet in Baltimore in November, Alasdair and I look forward to sharing more treasures with you from the collection at the Bodleian Library.


[1] Frederick Leemhuis, ‘From Palm Leaves to the Internet’ in Jane Dammen McCauliffe, ed., Cambridge Companion to the Qur’ān, Cambridge, CUP, 2006, 147, 148.

[2] Keith Small, Mapping A New Country: Textual Criticism and Qur’an Manuscripts. PhD thesis, London: Brunel University, 2008, 139; Textual Criticism and Qur’an Manuscripts. Lanham, MD: Lexington Books, 2011, 18-19.

[3] François Déroche, The Abbasid Tradition, London: Nour Foundation, 1992, 136, 137, 140.

[4] Efim A. Rezvan, ‘The Qur’an and Its World: VI, The Emergence of the Canon: the Struggle for Uniformity’, Manuscripta Orientalia 4 (1998), 13-54, here 23.

The Qur’anic Manuscripts of the Mingana Collection and their Electronic Edition

By Alba Fedeli

1. Birmingham: Qur’anic Manuscripts in the Mingana Collection

Fifteen years ago my late mentor, Sergio Noja Noseda, showed me a few ancient Qur’anic parchments published by Giorgio Levi Della Vida in his 1947 catalogue. Those images were the starting point for Noja Noseda’s studies in Qur’anic manuscripts when he was a young scholar following the advice of Giovanni Galbiati (1881-1966), the prefect of the Biblioteca Ambrosiana.  His story was the starting point of my studies in the same field. Subsequent movements from manuscript to manuscript led me to the University of Birmingham, England, where I am now based.

My research in Birmingham focuses on four early Qur’anic manuscripts of the Mingana collection, held in the Cadbury Research Library. The first fragment (MS Mingana Christian Arabic Additional 150) is a palimpsest that was hidden for many years by its scriptio superior and by being wrongly catalogued as an unknown Christian text.[1] Recently I identified its scriptio inferior as a portion of the Qur’anic text, perfectly fitting together with an incomplete half-folio of the famous Cambridge palimpsested codex, the so called Lewis-Mingana palimpsest (MS Cambridge University Library Or.1287). The second manuscript of the Birmingham collection is MS Mingana Islamic Arabic 1572, nine parchment leaves in two parts. One part fits together with MS Marcel 17 in St. Petersburg and MS MIA67 in the Museum of Islamic Art in Doha, whereas the other part fits together with MS BnF ar. 328c in Paris. The third fragment (MS Mingana Islamic Arabic 1563) is composed of 39 parchment leaves. Finally, the Birmingham collection includes an uncatalogued papyri collection that Adolf Grohmann had inspected and recommended to a few German libraries, but due to difficulties in getting payment from Germany in the Thirties, the antiquarian Erik von Scherling of Leiden preferred to sell it to Mingana in Great Britain. Among these papyri, one fragment bears a small section of the Qur’anic text.

It is remarkable that all the fragments have the same provenance, in that after Alphonse Mingana had been appointed curator of the Selly Oak Colleges Library in Birmingham, he purchased from Erik von Scherling the papyri collection in 1934 and then—in May, September and October 1936—the above-mentioned Qur’anic fragments on parchment.[2]

MS Christian Arabic Additional 150, recto. MS Christian Arabic Additional 150, rectoSpecial Collections, University of Birmingham by courtesy of Cadbury Research Library

MS Christian Arabic Additional 150, recto. MS Christian Arabic Additional 150, rectoSpecial Collections, University of Birmingham by courtesy of Cadbury Research Library

2. Birmingham Qur’anic Manuscripts: Text, Contexts and Electronic Edition

First, my research on these Qur’anic fragments focuses on the comprehension of the linguistic characteristics they feature. Notably, a few deviations from the standard text found in the manuscripts reflect the linguistic competence of the scribes who were in charge of writing the text, and these linguistic features appear similar to the linguistic characteristics of early papyri. Secondly, the research explores the manuscript text by comparing it with the literature of the Islamic tradition, in order to comprehend the qirā’āt tradition as it is reflected in early Qur’anic manuscripts.

In addition, my research focuses on Alphonse Mingana’s papers held in the Cadbury Research Library, in seeking to place these manuscripts in their historical context. The papers give important information about the provenance of the manuscripts themselves,[3] as well as interesting information about scholars beyond the official story of their published works–thus depicting the atmosphere of Qur’anic studies in the ’30’s.

The outcome of the study of Birmingham early Qur’anic fragments will be their electronic edition.  Indeed, my work adopts the approach of digital philology in editing and tagging the manuscript texts, so that the text may be converted to XML, thus transferring the rich manuscript evidence to the web. I am doing this work thanks to the support of the Institute of Textual Scholarship and Electronic Editing in Birmingham, whose scholars have extensive experience in the field of electronic editions—such as, for example, the Codex Sinaiticus Project.

This electronic edition will be not only an expedient way to exhibit the edition and the analysis of the manuscript text but it will also affect our access to it. The digital tools offer technological solutions suitable for representing the movements of the text and its stratigraphic layers, working contrary to the idea of a fixed edited text. Thus an electronic edition and digital philology represent a different approach to the manuscript text itself.

3. The Tools: Non-linear Editions of Stratigraphic Records in Reproducing Textual Images

The use of digital editions and digital tools in editing codices that are now scattered in various institutions—like the Birmingham-Cambridge or the Birmingham-Doha-St. Petersburg fragments—offers two distinct advantages: first, the possibility of a virtual reunification of the codices and second, the prospects of reconstructing each of the two layers of palimpsested fragments.

In addition to this ideal presentation of a virtual/digital reality, digital editions permit a non-linear edition of stratigraphic records. These Qur’anic fragments are stratigraphic records of information added at different stages. The digital edition perfectly renders their multi-layered nature, taking the reader beyond the limits of the linear printed edition. Early Qur’anic fragments are, in some cases, the results of a settlement of differences, a compromise between two (or three) different systems. In different historical moments the two systems could have been coexisting or competing. The manuscripts express a mélange, a compromise between two systems. The manuscripts’ text is a dynamic text and it has a variant nature. Here I am referring first to the stages of the writing process, in that manuscripts could be a mélange of three systems (coexisting and competing); and second to the coexistence of alternative readings marked by red dots (whereas there is no coexistence of alternative readings marked by diacritical signs), as well as to the competition between two alternative readings.

As regards the first mélange, the different stages of the writing process are marked in these manuscripts using different ink colors, i.e. brown, red and black inks.  In the electronic edition, the stages can be edited using the appropriate tags. Thus tags for first hand writing, second and third copyists/correctors, etc., offer the possibility of a stratigraphic transcription of the manuscript text, in contrast to the linear printed edition.

Furthermore, with reference to the second mélange, electronic editions offer the possibility of transcribing the coexistence and the competition of two different systems and the possible correction in the case of a competition that leads to the suppression of one of the two systems. The appropriate tags of alternative readings and the “corrector tags” attached to one of the two alternative readings offer the possibility of editing the information marked in the script. This means that the electronic edition contains all of the information from the stratigraphic records, so that the edition can later answer specific research questions through the established database.

4. The Manuscript Text: Using Digital Tools and Electronic Editions Means a Different Approach

Thus the digital edition of the Birmingham early Qur’anic fragments results in representing the systems performed in the manuscript text. In fact, if the image of a text (i.e. its transcription) can be viewed as a linguistic structure that represents a system,[4] these ancient Qur’anic manuscripts are particular expressions of the presence of more than one system. Thus the strategies adopted in transcribing the image of the text of the manuscripts and their systems are based on the digital philology tools. The starting point of these strategies chosen in editing and tagging the manuscript texts and the manuscript characteristics—like the above-mentioned tags of first hand and second copyist, as well as of alternative reading—are the guidelines gathered by the Institute of Textual Scholarship and Electronic Editing and the manual of David Parker.[5] ITSEE’s Guidelines is a manual specifically pertaining to the transcription of Greek manuscripts, within the International Greek New Testament Project, and we have adapted these Guidelines to the characteristics of the early Arabic manuscripts of the Birmingham collection.

Finally, digital tools are not only tools for rendering in a non-linear edition the systems performed and added at different stages, but they also affect the methodology employed in editing the texts. In fact, the approach to early Qur’anic manuscripts prescribed by the characteristics of digital philology could be important in the field of Qur’anic studies, in that we are presenting the text as a series of manuscript artifacts[6] or, more precisely, as a process.[7] Given the fact that the variants and the characteristics featured in the manuscripts are presented as textual movements, the presumption is that we are considering the text as a process. The Islamic qirā’āt tradition itself has described the history and the transmission of the written text as a process, depicting the variety of the text; whereas early Qur’anic manuscripts reflect this variety, for example, in two coexistent readings.

MS Mingana Islamic Arabic 1563, f.26v, l.2

MS Mingana Islamic Arabic 1563, f.26v, l.2

Coexistence of alternative readings marked by red dots (’an ’asri and ’an-i-sri) in Q.26:52

This is the image of the manuscript text we are exhibiting in the electronic edition of the Birmingham early fragments. The importance of digital philology lies in the change of perspective that will help us to understand the richness of the manuscript texts, without imposing the limiting idea of a critical edition of the Qur’anic text.


[1] The fragment was hidden by a wrong label from 1939 to 2011, i.e. from the publication of the manuscript’s catalogue until its discovery in 2011. In fact it is highly probable that Mingana was aware of the content of the scriptio inferior of the palimpsested fragment, as we can infer from his correspondence about a few experiments he conducted in 1937 in order to obtain photographs of the palimpsest, applying ultraviolet lights.

[2] The details of the provenance of the early Qur’anic fragments of Birmingham were mentioned in Alba Fedeli, “The provenance of the manuscript Mingana Islamic Arabic 1572: dispersed folios from a few Qur’anic quires,” Manuscripta Orientalia, 17, 1 (2011), pp. 45-56.

[3] See the information about the Sinai provenance of MS Mingana Christian Arabic Additional 150 in Alba Fedeli, “The Digitization project of the Qur’anic Palimpsest, MS Cambridge University Library Or. 1287, and the Verification of the Mingana-Lewis Edition: ‘Where is Salām?’”, Journal of Islamic Manuscripts, 2, 1 (2011), pp. 100-117.

[4] Cesare Segre, Semiotica filologica. Testo e modelli culturali. Torino: Giulio Einaudi editore, 1979, pp. 64-65.

[5] David C. ParkerAn Introduction to the New Testament Manuscripts and their Texts. Cambridge: Cambridge University Press, 2008.

[6] Peter M.W. Robinson. “Manuscript Politics,” in Chernaik, W., Davis, C. and Deegan, M. (eds.), The Politics of the Electronic Text. Oxford: Office for Humanities Communication, 1993, pp. 9-15.

[7] “Every written work is a process and not an object” is the dictum proposed by D.C. Parker in his Textual Scholarship and the Making of the New Testament, Oxford: Oxford University Press 2012.

© International Qur’anic Studies Association, 2013. All rights reserved.